في اطار أنشطتها الرامية إلى مكافحة الملوثات الكيميائية وحملتها التوعوية بشأن الآثار الضارة للزئبق و ملغم الأسنان المستخدم في معالجة تسوس الأسنان والذي يحتوي على 50 بالمائة من الزئبق، نظمت جمعية حماية البيئة والتنمية المستدامة ببنزرت، يوم الخميس 01 مارس 2018، ندوة جهوية حول ” تأثيرات مادة الزئبق وملغم الأسنان على الصحة والبيئة وخاصة على الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وحق أطفالنا في بيئة وطب أسنان خال من الزئبق” شملت مداخلات قيمة.
حضر اللقاء الذي اشرف عليه والي بنزرت، نائبة بمجلس الشعب عن ولاية بنزرت ومندوبين جهويين للطفولة والصحة ببنزرت وممثلين عن وزارات البيئة والصحة والتربية وعدد كبير من التلاميذ والمربين ومنشطي النوادي البيئية وأطباء الأسنان وكذلك ممثلين عن المجتمع المدني والجمعيات البيئية.
شملت الندوة مداخلات حول: الأثار السلبية للزئبق على الصحة وخاصة على الجهاز العصبي لدى الأطفال وعلى قدرتهم على التركيز وكذلك على حصول تشوهات خلقية للأجنة لدى المرأة الحامل والمضار البيئية لهذه المادة خصوصا تلوث المياه وتسمم الثروة السمكية. وفي هذا الخصوص، تم التطرق الى اتفاقية ميناماتا حول الزئبق التي صادقت عليها تونس سنة 2013 وتتحضر للمصادقة عليها بعد اتمام الجرد حول كمية الزئبق في تونس.
كما تم تناول مداخلة قيمة حول حق الطفل في صحة وبيئة سليمة خالية من الزئبق ووجوب سن قانون يمنع استعمال مادة الزئبق خاصة في ملغم الأسنان.
يشار الى ان هذه الندوة تهدف الى حماية صحة المواطنين وخاصة الفئات الهشة منهم ومن بينها ألأطفال و الحوامل والمرضعات من الآثار الضارة للزئبق التي تنطلق في البيئة من خلال استخدام المنتجات الزئبقية بما في ذلك ملغم الاسنان.
من توصيات الندوة نذكر:
– مزيد إطلاع الناس وتوعيتهم على خطورة الزئبق والمنتجات الزئبقية وضرورة استبدالها بالمنتجات البديلة الموجودة
– تسليط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها المستخدمون والمنتجون والأطباء والمرضى من استخدام منتجات الزئبق بما في ذلك الملغم الأسنان بسبب محتوى الزئبق العالي (حوالي 50٪) عن طريق تعميم مفاهيم السمية البيئية والصحية للزئبق، فضلا عن توافر البدائل الخالية من الزئبق
ـ إنشاء شبكة عمل لإزالة الملغم في تونس مع أطباء الأسنان كشركاء متميزين بسبب تعرضهم الشديد لأبخرة الزئبق أثناء استعمالهم لملغم الأسنان
ـ تشجيع أعضاء هيئة التدريس في طب الأسنان لتحقيق تغيير البرنامجي التعليمي في كلية طب الأسنان لصالح البدائل الخالية من الزئبق في الرعاية الترميمية
ـ زيادة وعي صانعي القرار السياسي (البرلمانيين وممثلي وزارات الصحة والبيئة) بهدف اعتماد نصوص تشريعية أو تنظيمية أو تعديلها لحظر الزئبق وملغم الأسنان وتعزيز استخدام البدائل؛ فضلا عن التوصل إلى التصديق على اتفاقية ميناماتا للزئبق.
الحصول على دعم مؤسسي وأخلاقي من أجل تحقيق اهداف حملتنا والوصول الى غايتنا وهي سن نصوص قوية من شأنها حماية صحة وبيئة المواطن وخاصة الأطفال والنساء في تونس.
واستتباعا بالبرلمان الأوروبي الذي أصدر قانونا يحظر استخدام ملغم الاسنان لدى الأطفال دون سن الخامسة عشرة والنساء الحوامل والأمهات ألمرضعات والذي يدخل حيز النفاذ في 1 جويلية 2018، وجوب بدء مناقشات مع المشرعين والمسئولين الحكوميين لحماية صحة المواطن التونسي والبيئة من هذه المادة السامة وخصوصا أنه توجد مخاوف من تحويل كميات الملغم من أوروبا إلى بلدنا.
وفي ختام الندوة أصدر الأطفال والتلاميذ الحاضرين بيان يطالبون فيه المشرعين والمسئولين الحكوميين بحماية صحتهم وأسنانهم وبيئتهم من مادة الزئبق وقدموه الى السيدة النائبة لتوصل صوتهم الى كامل أعضاء مجلس نواب الشعب