إدارة المياه بشمال افريقيا والشرق الأوسط (فوج 2019)

أحد أهم المعالم التي أحرزت مؤخرا هو إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بحق الإنسان في الحصول على كفايته من المياه للاستخدام الشخصي والمنزلي (ما بين 50 و 100 لتر لكل فرد يوميا)، على أن تكون تلك المياه مأمونة وبأثمان معقولة (لا ينبغي أن تزيد كلفة المياه عن 3% من مجمل الدخل الأسري)، وأن تكون متاحة مكانا (ألا تبعد أكثر من 1000 متر من المنزل) وزمانا (ألا يستغرق الحصول عليها أكثر من 30 دقيقة). ويراد من الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة ’’ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع‘‘.  وتشتمل مقاصد هذا الهدف على جميع جوانب النظم الصحية لتدوير المياه، وتحقيق تلك المقاصد سيسهم في إحراز تقدم على طائفة من أهداف التنمية المستدامة الأخرى، على وجه الخصوص تلك المتعلقة بالصحة والتعلمي والاقتصاد والبيئة.

يأتي تنظيم الندوة الافتراضية الثالثة والأخيرة ضمن سلسلة الندوات المنظمة منذ تاريخ 19 نونبر/تشرين الثاني 2020، في موضوع: “الحق في الحصول على المياه والاستحصال عليها” (The right to water في إطار هذا السياق العام، من طرف أكاديمية لاهاي للحوكمة المحلية بهولندا بدعم من الوكالة الهولندية للمؤسسات، يوم 08 دجنبر/كانون الأول 2020 وذلك من أجل تتبع مخرجات التداريب الحضورية للمشاركات والمشاركين في برنامج شراكة “إدارة المياه في شمال إفريقيا والشرق الأوسط” فوج 2019، وقد عرفت هذه الندوة التي سيرت أشغالها المهندسة ديانا العلم (عن الأكاديمية)، ومشاركة مجموعة من الخبراء من هولندا، وممثلي الحكومة الهولندية وكذا المشاركات والمشاركون في الدورات التدريبية السابقة لبرنامج شراكة خلال سنة 2019 في هولندا (الفترة الأولى، من 1 الى 6 شتنبر / أيلول 2019) ومصر (الفترة الثانية، من 1 الى 6 دجنبر/كانون الأول 2019)، ويمثلون دول شمال افريقيا (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر والسودان)، ودول الشرق الأوسط (الأردن، فلسطين، العراق، ايران، اليمن).

خلال كلمتها الافتتاحية، ذكرت المهندسة ديانا العلم، بأهداف الندوات المبرمجة عن بعد في إطار استكمال تقاسم وتشبيك التجارب بين المشاركات والمشاركين من جهة، وخبراء أكاديمية لاهاي للحوكمة المحلية من جهة أخرى، في مجال إدارة المياه، وأن الهدف الأساسي هو تقاسم الممارسات الجيدة بخصوص المشاريع والبرامج التي يتم تنفيذها مع العديد من الشركاء في مجال إدارة المياه في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بعد ذلك، قامت السيدة (Baukje DIJKSTRA منسقة برنامج شراكة (Shiraka) في وزارة الخارجية الهولندية مع العالم العربي، بتقديم كلمة أكدت من خلالها أهمية البرنامج والتداريب التي نظمت بلاهاي والقاهرة، داعية إلى تعزيز تقاسم التجارب والممارسات الجيدة التي تهم مجال إدارة المياه، وفي نفس الوقت، دعت المشاركات والمشاركين إلى الاستمرارية في تعزيز الروابط والتواصل بينهم خذمة لقضايا المياه والبيئة بالمنطقة العربية.

وفيما يخص محاور الندوة الافتراضية الثالثة، قدم الخبير مجتبى شافعي، من إيران، مداخلة بعنوان: تقييم الاستدامة في إدارة المياه: – نحو تأمين المياه للأجيال القادمة (Sustainability assessment in water managment : – towards ensuring water for future generations)، فيما قدمت المهندسة أماني باهاروني، من اليمن، مداخلتها بعنوان: “إدارة المياه في بيئة متأثرة بالحرب – حالة عدن ، اليمن(Managing water in a war affected setting – the case of Aden, Yemen)، أما المداخلة الثالثة، قدمتها الخبيرة الهولندية (Janette WORM)، عن (World Waternet)، وذلك في موضوع: “ توفير مياه عادلة وآمنة في لبنان وبوركينا فاسو ” (Delivering equitable and safe water in Lebanon and Burkina Faso). وقدم الخبير (Oscar ALVARADO)، عن أكاديمية لاهاي للحوكمة المحلية، هولندا، المداخلة  الرابعة والأخيرة، في موضوع: الإدارة المتكاملة للموارد المائية وحقوق الطبيعة في المنتزه الوطني، نبال “( Intergrated water resources managment and the rights of nature in Bradiya National Park, Nebal)،

بعد كل تقديم، تم افصاح المجال للحضور بطرح الأسئلة والنقاش معاً ومع المتدخلين. وعند نهاية أشغال الندوة، قامت المهندسة ديانا العلم، منسقة الندوات المنظمة، على تقديم كلمة شكر باسم أكاديمية لاهاي للحوكمة المحلية لجميع المشاركات والمشاركين خلال الندوات المنظمة، على الاهتمام والتتبع الزائد، وكذا على جودة الأسئلة والاضافات التي تجاوبوا من خلالها مع المهندسة  أماني والباحث مجتبى والسيدة جانيت والسيد أوسكار المحاضرات والمحاضرين، والذين أبانوا عن سعة صدرهم للإجابة على مجموع الأسئلة والاستفسارات المطروحة للنقاش، وقبل الختم توجهت الى اللجنة المنظمة بجزيل الشكر على المجهود التقني الذي بذلته لإنجاح الندوة  الأولى والثانية والثالثة عن بعد، والدعوة إلى تقديم توصيات إلى الجهة المنظمة للندوات بغية تعزيز التداريب والندوات عن بعد مستقبلاً.

 

بقلم: د. يوسف الكمري