السياحة الإيكولوجية..وجهة جديدة للهاربين من صخب المدينة

عماد حامدي

مثلت مناطق الشمال الغربي فرصة ذهبية للهاربين من صخب المدينة وضجيجها بحثا عن الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة وفي إطار تنويع المنتوج السياحي الذي كان حكرا على السياحة الشاطئية التي تمثل أكثر من 7 بالمائة من الناتج الداخلي الخام.

ولفتت السياحة الايكولوجية الانتباه بعد الثورة التونسية في اطار سعي وزارة السياحة نحو تنويع المنتوج السياحي وتشجيع السياحة الداخلية لتنمية الدورة الاقتصادية وعدم الاعتماد على السياحة الموسمية التي تتلخص في فصل الصيف فقط.

وتعرف السياحة الإيكولوجية أو السياحة البيئية التي تعتمد على السفر بين المواقع الطبيعية التي تزخر بالتنوع الحيوي، من نباتات وحيوانات وبحار وأنهار وغيرها من الموارد الطبيعية، مع التحلي بروح المسؤولية في الحفاظ عليها وعدم الإضرار أو المساس بها، بهدف الاستمتاع والاكتشاف والمغامرة، لجعلها تساهم في زيادة الدخل المحلي والوطني.

وقد وجد عدد كبير من التونسيين ظالتهم في هذه السياحة التي تعد أقل تكلفة من الناحية المادية، ولها فوائد صحية من خلال استنشاق الهواء النقي وممارسة الرياضة، كما تساعد على الاسترخاء ولملمة الجوانب النفسية.

وتمثل هذه السياحة فرصة مواتية لأصحاب المشاريع الصغيرة في الأرياف لبيع منتوجاتهم وتحصيل بعض الأموال وتنمية اقتصادهم .

ويفتح تنوّع الموارد الطبيعيّة المجال لممارسة مجموعة واسعة من الأنشطة مثل تأمل الطبيعة، والمشي لمسافات طويلة، والرياضة، والتخييّم والسياحة الزراعية.

ومن المتوقع ان تشهد السياحة الايكولوجية تطورا كبيرا في السنوات القادمة مع انفتاح الشباب على هذه المشاريع والزيارات والتي من شأنها ان تساهم في تنمية الاقتصاد الوطني والتنوع السياحي.

ويرتبط نجاح السياحة الأيكولوجية في تونس بتوحيد جهود المجتمع المدني المحلّي والوطني ومؤسسات الدّولة لتطوير هذا النوع من السياحة، وهو ما يعدّ ضروريًا على اعتبار تنوع رأس المال الطبيعي، والثراء الثقافي، وتوفر اليدّ العاملة المحليّة والمنتوجات الصحيّة في تونس.