نتطرق في الجزء الأخير من تحقيقنا الذي قمنا به في مؤسسة المزرعة، الى تثمين المياه المستعملة وإعادة تدويرها والتحكم في الطاقة من خلال استعمال تقنية التوليف الذاتي للطاقة La cogénération والأنشطة الاجتماعية. إليكم التفاصيل في الروبرتاج التالي.
تطهير وتدوير 2000 متر مكعب يوميا من المياه المستعملة
عندما تتجول في الفضاء المخصص لمعالجة المياه المستعملة، يُخيل لك أنك في إحدى محطات الديوان الوطني للتطهير لكثرة المنشآت وضخامتها. فالمزرعة لا تكتفي بمعالجة مياهها المستعملة، فقط. بل كذلك مياه المصنع المجاور لها. فالكمية المعالجة حاليا تناهز 2000 م.ك في حين تطمح المزرعة للوصول إلى 3000 م.ك يوميا بحلول شهر جوان 2017. وهو ما يعادل المياه المستعملة في مدينة عدد سكانها 200 ألف.
محطة تطهير المزرعة التي فاق الاستثمار فيها 3 مليون دينار، دخلت طور الاستغلال سنة 1995 وهي مطابقة للمواصفات التونسية (ن.ت 106-03). وبما أن هذه المياه المعالجة سيقع استعمالها لري الأشجار كالزياتين فإن المزرعة أنشأت مخبر تحاليل. مختص في المياه المستعملة تشرف عليه إطارات متخصصة وذات كفاءة عالية تقوم بالمراقبة الدقيقة واليومية لضمان مياه معالجة بيولوجيا صالحة للري حسب المواصفات التونسية والمعايير الدولية.
(Osmose inverse) محطة عصرية لتحلية المياه المستعملة…
وللمحافظة على سلامة التجهيزات التي تستعملها في مختلف أنشطتها من الصدأ والتأثيرات السلبية للأملاح المعدنية، أنشأت المزرعة وحدة نموذجية للتناضح المعكوس تعالج 1500 م.ك يوميا باستثمارات ناهزت 2 مليون دينار.(Osmose inverse)
التحكم في الطاقة خيار استراتيجي…
للتقليل من الاستهلاك في الطاقة والتقليل من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون اعتمدت المزرعة على تقنية التوليف الذاتي للطاقة. La cogénération
وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة الى أن مجموعة بولينا الي تنتمي اليها المزرعة، كانت أول من استعمل هذه التقنية في تونس، منذ 2008 في مصنع الخزف “كارطاغو سيراميك” بصفاقس. هذه التقنية صديقة للبيئة ولها ذات مردودية مالية عالية حيث تمكن من الاقتصاد في الطاقة على الأقل بنسبة 30 بالمائة.
والمثير للاهتمام في هذا المجال هو أن التقنيين في المزرعة جمعوا الهواء الساخن المنبعث I.T.C من المحركات واستعملوها لتجفيف جزء من أطباق البيض التي ينتجها المصنع المجاور للمزرعة والتابع أيضا لبولينا.
المسؤولية المجتمعية للمزرعة (RSE)
تولي المزرعة للجانب الاجتماعي أهمية قصوى وأنشطتها في هذا المجال تنقسم الى جزءين:
1-العملة:
بتوفير مناخ اجتماعي سليم تحترم فيه حقوق العمال المادية والمعنوية وتوفير التكوين المستمر لتنمية قدراتهم المهنية كما تقدم لهم عديد الخدمات الاجتماعية كالنقل حيث تضع المزرعة على ذمتهم 8 حافلات وهيأت للغرض محطة لائقة، كما وفرت لهم نقطة بيع لمنتجاتها بأثمان تفاضلية إضافة الى تقديم المساعدات في العودة المدرسية.
2- المناطق المحيطة:
-العمل على توفير بيئة سليمة وصحية وكل ما ذكرناه يجسد ذلك فعليا.
-المساهمة في تنظيم العديد من الأنشطة المجتمعية : تأهيل عديد المدارس، إعانة الجمعيات الرياضية المحلية ، تقديم الإعانات الموسمية (رمضان، الأعياد الدينية….).
-تقديم الجزائز في يوم العلم للمتميّزين من التلاميذ.
وهكذا نكون قد سلطنا الضوء على هذه المؤسسة الصديقة للبيئة والتي تمثل نموذجا فريدا في تونس لتنمية مستدامة شاملة وتكون القاطرة التي تستأنس بتجربتها بقية المؤسسات.