الموضة البطيئة في تونس بديل مستدام للموضة السريعة

في ظل إرتفاع العمل على الحد من التلوث من قبل المجتمع المدني و المنظمات الدولية و الأفراد, ظهر توجه جديد في الموضة يختلف عن التوجه السريع الذي يتميز بإنتاج كميات كبيرة من الملابس بأسعار زهيدة, على عكس ذلك نجد الموضة البطيئة التي تحترم البيئة و تركز على الحرفية و الجودة والإنتاج المستدام.
في هذا السياق تتفنن آمنة الشابي في اعادة تدوير فواضل الأقمشة و الملابس المستعملة و تبعث فيها روحا جديدة لتخرج منها حقائب و أكياس تسوق و دفاتر و غيره من التصاميم, و أطلقت امنة تشكيلة جديدة للأزياء سمتها اورورا ابصايكلد كولكشن Auraura upcycled collection. و اختارت آمنة العمل على الموضة البطيئة من أجل زيادة وعي المواطن بجودة المنتوج الذي يشتريه و حاجته اليه مما يعزز وعيه بالقضايا البيئية و الاجتماعية. و بكل إبداع تتفنن آمنة في كل قطعة تنتجها ليكون لكل شخص قطعة له هو فقط لا يجد مثيلها في السوق, كما أنها تعمل على إنتاج كميات صغيرة جدا و بأعلى جودة ممكنة, حيث أن هدفها ليس تجاري ربحي (اي بيع و شراء) بل هو التعريف بإعادة التدوير في مجال صناعة الملابس لتغيير عقلية المستهلك التونسي لحثه على خلق أسلوب لباس فريد بعيد كل البعد عن التقليد و الشراء المفرط للثياب. تدعم آمنة صناعة أكثر استدامة و محافظة على البيئة, على عكس الموضة السريعة التي تهدد البيئة حيث تعد صناعة الأزياء ثاني أكبر مستهلك للمياه فهي تولد ما يقارب20 بالمائة من مياه الصرف الصحي في العالم كما انها مسؤولة عن 8-10 بالمائة من انبعاثات الكربون العالمية, ذلك وفق تحالف الامم المتحدة للأزياء المستدامة. و على المستوى الوطني تستقبل المصبات المراقبة و العشوائية في تونس كل سنة حوالي 140 ألف طن من نفايات الملابس المستعملة و يتم حرق كميات هائلة منها بطرق مضرة بالبيئة, بحسب الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات.
ووفقا أمنة فإن الموضة البطيئة في تونس غير معروفة و لا تحظى باقبال التونسيين و رغم ذلك تصر آمنة على التعريف بها ليشتري التونسي الملابس التي تشبهه و يشجع المشاريع الصغرى التونسية. للمستهلكين القدرة على إحداث تغييرات إيجابية في مجال الموضة عبر نقله من مجال ملوث للبيئة الى مجال صناعة مستدامة وبالتالي صديقة للبيئة.
بدرة دبابي