نشر كاتب الدولة المكلف بالموارد المائية الاسبق السيد عبد الله الرابحي على صفحته الرسمية ما يلي
بعد التدوينة الاخيرة التي تناولت من خلالها ما يتهدد بلادنا من مخاطر حقيقية قد ندفع ثمنها باهظا مستقبلا ان لم تستفق من سباتنا . اهم ملاحظة هو الشعور الجماعي بالعجز على التاثير رغم الخطورةالمتفق عليها. فلو تناول كل منا الموضوع من زاوية انقاذ البلاد لنجحنا.فاذا ضاعت البلاد فلا يهم الشاة سلخها بعد ذبحها: كل الاديولوجيات ستنتهي امام ما يتربص بنا؛ نرجع الى تناول مواضيع في مجال الاختصاص، السياسة ليست هدفي.اليوم نتناول النهر الصناعي .
اواخر اوت او بالتحديد يوم 28 من سنة : 1984 – وضع حجر الأساس لتشييد “النهر الصناعي العظيم” في ليبيا.
– مشروع النهر الصناعي العظيم : هو أضخم مشروع لنقل المياه في العالم عرفه الإنسان.والطريف هو نقل المياه من قلب الصحراء الى المناطق الساحلية.
– بينت الدراسات الفنية والاقتصادية والاجتماعية إمكانية نقل هذه الكميات الهائلة من المياه الجوفية إلى المناطق التي تتوفر فيها الأراضي الزراعية الخصبة والكثافة السكانية العالية والبنية الأساسية الزراعية، حيث تم نقل حوالي (6.5) مليون متر مكعب من المياه العذبة يومياً للأغراض الزراعية والصناعية ومياه الشرب. وقد خصص ما يزيد على (75%) منها للأغراض الزراعية والتي بدورها خففت من وطأة السحب المتزايد من المياه الجوفية في مناطق الشريط الساحلي.وللمقارنة فقطيتم في تونس تحويل مياه اقصى الشمال بقوة دفق قصوى لا تتجاوز 800 الف مترا مكعبا يوميا.
– استند المشروع على نقل المياه العذبة عبر أنابيب ضخمة تدفن في الأرض، يبلغ قطر كل منها أربعة أمتار وطولها سبعة أمتار لتشكل في مجموعها نهراً صناعياً بطول تجاوز في مراحله الأولى أربعة آلاف كيلو متر، تمتد من حقول آبار واحات الكفرة والسرير في الجنوب الشرقي وحقول آبار حوض فزان وجبل الحساونة في الجنوب الغربي حتّى يصل جميع المدن التي يتجمع فيها السكان في الشمال.
– يتغذّى النهر برافدين آخرين، الأول قادم من واحة غدامس والآخر من واحة الجغبوب.
– تتجمع مياه فرع النهر القادم من واحات الكفرة والسرير عند وصولها إلى الشمال في خمس بحيرات صناعية معلّقة أقلها سعة أربعة ملايين متر مكعب، وأكبرها سعة أربعة أضعاف هذا الحجم مملؤة بالمياه طوال العام.
– استهدف المشروع بالدرجة الأولى توفير مياه الشرب للسكان وإقامة مشروعات زراعية استيطانية وإنتاجية.
وتجدر الملاحظة ان السنوات الاخيرة وحسب بعض المصادر، شهدت عمليات الصيانة والتعهدنقصا فادحا مما اثر على نجاعة الشبكات والتجهيزات.ان انقطاعا بدقائق معدودة للكهرباء يتسبب في اشكاليات كبرى.
تعرض منذ سقوط نظام القذافي إلى سلسلة من أعمال التخريب طالت مضخات حقوله العديدة ومولداتها وأجهزة التحكم، ما اربك بشكل كبير في فترات عديدة تزويد مدن الساحل الكبرى بالمياه المتدفقة عبر أنابيب ضخمة من أعماق الصحراء في أقصى شرق وغرب ليبيا.
وكان جهاز إدارة حقل الحساونة في سهل الجفارة، أحد مراكز النهر الصناعي الأساسية، قد أعلن مؤخرا أن 4 آبار لهذا المشروع العملاق تعرضت للنهب.
وأفاد الجهاز المشرف على عمل النهر الصناعي بأن عدد الآبار التي تم تخريبها والعبث بمحتوياتها وسرقة معداتها بلغ 96 بئرا، ما أدى إلى تعطلها تماما منذ مطلع عام 2017.

.
وأكد المشرفون على النهر الصناعي “العظيم” أن الاعتداءات المتكررة على حقول آبار المياه، نجم عنها “عجز في الإمدادات المائية وعدم القدرة على تلبية احتياجات المدن والمشاريع الزراعية بالمياه في المنطقة الغربية والوسطى من البلاد وبشكل منتظم”.
وناشد الجهاز جميع الجهات المسؤولة والعسكرية بالدولة بتحمل مسؤوليتها وحماية حقول الآبار للحفاظ على استمرار ضخ المياه وتجنب كارثة انقطاعها.
وكشف الجهاز في هذه المناسبة حدوث تسرب كميات كبيرة من المياه بسبب الاعتداء على هذا الخط للنهر الصناعي، مشيرا كذلك إلى حدوث انحرافات في خط الأنابيب الناقلة للمياه، محذرا في الوقت ذاته من أن استمرار أعمال النهب والتخريب ستتسبب في عجز الجهاز عن إمداد المدن باحتياجاتها من المياه العذبة، ما يعرض الأمن القومي للبلد إلى الخطر.
وبالمناسبة، النهر الصناعي العظيم كما كان يسمى في عهد القذافي هو مشروع ضخم لنقل المياه عبر أنابيب عملاقة تمتد لمسافة نحو 4000 كيلومتر، فيما تجاوزت تكلفته 35 مليار دولار.
ويتضمن النهر الصناعي 1300 بئر يصل عمق أغلبها إلى 500 متر، واستعمل في تشييده أكثر من 5 ملايين طن من الإسمنت..
يذكر أن فكرة النهر الصناعي ظهرت منذ عام 1953، حين اكتشفت شركات التنقيب عن النفط مخزونات هائلة من المياه الجوفية العذبة
. اللهم احفظ ليبيا .
