ايفات 2018: هل التكنولوجيات البيئية قادرة على الصمود أمام تغير المناخ؟

كيف نتصدى للتغيرات المناخية المتقلبة وهل نحن واعون بتأثيراتها؟ ماهي أبرز المشاريع التي سيتم تنفيذها للحد من هذه التأثيرات في مجال المدن البيئية والتصرف في الموارد المائية وتكنولوجيا البيئة؟ كانت هذه أبرز المسائل التي تطرق اليها خبراء البحث في مخاطر المناخ وتكنولوجيا البيئة وهندسة المناظر الطبيعية، خلال اللقاءالإعلامي الذي نظمته مؤسسة موس مونشن بمونيخ يومي 23 و24 جانفي الجاري بمركز مونشن الدولي.

جاء ذلك على هامش تنظيم معرض “ايفات 2018 ” الدولي سيعقد يوم 14ماي الى حدود 18 ماي في مجال التصرف في الموارد المائية والصرف الصحي والنفايات تحت شعار “الموارد والتجديد والحلول”.

وخلال اللقاء الاعلامي، قال الدكتور الخبير الباحث في مخاطر المناخ، السيد ايبرهارد فاوست،إن العالم اليوم يشهد موجة من التقلبات المناخية كموجة الجفاف و الفياضانات والعواصف حيث تهدد البيئة و مستقبل الانسان وقد نتج على ذلك وفقا لمعطيات رسمية تسجيل اضرار وخيمة على جميع المستويات. وبين الخبير ان سنة 2017 كانت أكثر السنوات التي تضررت بهذه التغيرات المناخية، حيث كلفت حجم المخلفات في حدود 215 مليار دولار امريكي، تولت مؤسسات التامين تغطية خسائرها بنسبة 93 بالمائة منها . وتابع بالقول لهذا الامر، استفاق العالم بضرورة التكيف مع تغير المناخ، وتوجه نحو الابتكار والتقدم التكنولوجي على غرار الوقود الاحفوري والطاقات المتجددة، المدن الذكية وغيرها.

ومن جهته، بين الخبير الباحث في المناخ في معهد بوتسدام لبحوث تأثير المناخ، السيد ستيفان راهموستورف ، ان الاحترار العالمي يزيد في رطوبة الغلاف الجوي، مضيفا انه وفقا لتحاليل صادرة عن الارصاد الجوية العالمية ازدادت كميات هطول الامطار ازداد بشكل ملحوظ منذ عام 1990. وهذا ما عاشته المانيا في السنوات الاخيرة. لهذا الامر، يجب التكيف مع تغير المناخ والبحث عن حلول للتخفيف من العواقب. وفي هذا السياق، شدد محدثنا على اهمية احداث مشاريع في المدن الذكية لحماية البيئة والانسان من التغيرات المناخية وذلك بالتعاون مع المؤسسات الادارية والاقتصادية ومراكز البحث العلمي ومكونات المجتمع المدني. وتابع بالقول:”قرابة 81 بالمائة من المجتمع الالماني الذي دعوا الى التعاون العالمي حول مسائل البحث والتطوير والتكنولوجيا البيئية، وفقا لمؤشر البيئة ايفات 2018″.

تشترط استراتيجية البيئة المحلية معالجة تأثير الكوارث الطبيعية كالعواصف والامطار القوية وموجات الجفاف استعمال التقنيات التكنولوجية، وهذا ما يدعو اليه قرابة 80 بالمائة من الالمانيين، املا في التصدي لكوارث التغيرات المناخية، يقول ممثل شركة موس مونشن، السيد ستيفان رومل، ويضيف ان معرض ايفات 2018 هو فرصة كبيرة لعرض أحدث الابتكارات والتقنيات البيئية، حيث تم تخصيص افضل القاعات المجهزة الى جانب منصة للتدريب والتعليم وعرض التجارب. ويوضح ستيفان:” نحن نأمل اجراء مناقشات ومبادرات مع ممثلي السياسات البيئية في مجالات عديدة كالرقمنة والتصرف في النفايات الصناعية وقانون التعبئة والتغليف وغيرها من المواضيع الاخرىن لهذا الامر خصصنا منصة بالمعرض حول التجارب والعلم والمستقبل.”

يشار الى أن المجتمع الألماني يخشى ما يحدث من تغيرات مناخية قد تربك مستقبلهم وتهدد بيئتهم وفقا لنتائج مؤشر البيئة ايفات 2018. فاستنادا الى احصائيات رسمية صادرة عن معهد الابحاث الألماني، تبين ان ( 72 بالمائة) من الالمانيين يدعون الى تنفيذ المشاريع التي تحد من تأثيرات التغيرات المناخية. كما يعتبر (77 بالمائة) منهم قلقون بشكل خاص على سلامة مياه الشرب خوفا من تسرب خزانات النفط في حالة الفياضانات. فضلا عن ذلك، يطالب اكثر من نصف السكان قرابة( 56 بالمائة ) منهم البلديات بتنفيذ مشاريع المدن الذكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *