توقع المعهد الألماني أن ترتفع درجات الحرارة في الصيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعدل ضعفي سرعتها في المتوسط العالمي. وسوف تزيد احتمالية مشاهدة درجات حرارة قصوى عند 46 درجة مئوية (115 درجة فهرنهايت) أو أكثر، خمس مرات بحلول العام 2050 عما كانت عليه في بداية القرن، عندما بلغت الحرارة ذُرى مماثلة في 16 يوماً في السنة في المتوسط، وبحلول العام 2100، ربما ترتفع “درجات حرارة الميزان الرطب” -وهو مقياس للرطوبة والحرارة- إلى ذروة عالية في الخليج العربي لتجعله كله غير صالح للسكن، وفقاً لدراسة نشرت في مجلة “الطبيعة” .
ويشكل الماء مشكلة أخرى في المنطقة، ولا تمتلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الكثير منه كبداية، ومن المتوقع أن يتراجع هطول الأمطار بسبب التغير المناخي، وفي بعض المناطق، قد ينخفض الهطول بنسبة تصل إلى 40 %، ويحفر المزارعون الذين يكافحون من أجل تغذية المحاصيل العطشى المزيد من الآبار، ويستنزفون طبقات المياه الجوفية الموجودة منذ قرون.
وقد توصلت دراسة باستخدام الأقمار الاصطناعية لوكالة “ناسا” إلى أن حوضي دجلة والفرات فقدا 144 كيلومتراً مكعباً (حول حجم البحر الميت) من المياه العذبة في الأعوام من 2003 إلى 2010. ونجم معظم هذا الفقدان عن ضخ المياه الجوفية لتعويض انخفاض هطول الأمطار.
ووضع العلماء خطوات يمكن أن تتخذها الدول العربية للتكيف مع تغير المناخ، وعلى سبيل المثال، يمكن تحويل الإنتاج الزراعي إلى محاصيل مقاومة للحرارة، كما يمكن تعديل تصميم المدن للحد من “تأثير الجزر الحرارية الحضرية”؛ حيث تعمل الحرارة المنبعثة من المباني والسيارات على جعل المدن أكثر حرارة من المناطق الريفية المجاورة.