عماد حامدي
ساهم التغير المناخي في تراجع مساحات زراعة مادة القهوة، خاصة في جمهورية فيتنام والبرازيل وهي أكثر الدول انتاج لهذه المادة.وبالتالي سيكون عشاق القهوة امام معضلة حقيقية حيث سيفقدون رفيقة دربهم التي لطالما كانت الرفيق الحميم سوى في أول أوقات الصباح وأطراف المساء، حيث ستتحول إلى سلعة فاخرة خفيفة الظل.
وستكون تونس من أكثر البلدان تأثرا بهذا الوضع نظرا للإقبال الكبير من طرف التونسيين على استهلاك مادة القهوة رغم غياب احصائيات وأرقام رسمية عن ذلك.
وتقول زوفي فون لوبين من معهد بوتسدام الألماني لأبحاث تغير المناخ أن سبب التحديات يكمن في نبات القهوة نفسه، حيث قالت “إنه نبات صغير حساس تماما، فهو لا يحب
أن يكون الطقس ساخنا للغاية أو جافا للغاية أو رطبا للغاية. إنه يحتاج إلى ظروف ظل محددة للغاية وتربة غنية بالمغذيات”، موضحة أن التغييرات الطفيفة لها بالفعل تأثير مباشر على إنتاجية حبوب القهوة وجودتها.
ودللت لوبين على ذلك بمثال القهوة العربية (أرابيكا)، التي تمثل حوالي 60 في المئة من السوق العالمية. وأوضحت أن هذا النوع من القهوة ينمو على نحو مثالي في درجة حرارة تتراوح بين 18 و22 درجة مئوية.
وقالت “درجات الحرارة المرتفعة تضع ضغطا شديدا على النبات ويمكن أن تلحق الضرر به”، مضيفة أن العواقب يمكن أن تتمثل في نضج ثمرة القهوة بصورة أسرع من نمو الحبة الموجودة بداخلها.
ويؤكد هولجر برايبيش المدير التنفيذي للاتحاد الألماني للقهوة في هامبورغ أن “القهوة منتج حساس للغاية، فالقهوة تنمو فقط في مناطق محددة للغاية من العالم، في ما يسمى بحزام القهوة حول خط الاستواء”.
ومن المؤكد ان تشهد مادة القهوة نقص كبير في الأسواق في السنوات القليلة القادمة مما سيجعلها مادة باهضة الثمن وغير متاحة لعامة الناس خاصة منها الطبقة الفقيرة.