ما عاشته ولاية نابل مؤخرا من كارثة حقيقية دفع بكل التونسيين من وزارات وهياكل تمثيلية ومنظمات مدنية ومؤسسات اقتصادية ومنظمات شغلية الى التفاعل والمساهمة في جمع مبلغ مالي كبير من اجل اعادة البناء والتعمير واعادة الروح لاهالي ولاية نابل.
هي حركة نبيلة تترجم الحس المدني للتونسيين وتكشف مدى التزام المؤسسات التونسية بمناخها الاجتماعي وبالاطراف المحيطة بها. فكانت مسؤولية مجتمعية مشتركة وهذا يحسب للدولة التونسية ولشعبها. ولكن سؤالنا هنا لماذا لا تكون هذه المبادرة نموذجا يقتدى به للخروج من الازمات والاشكاليات الاجتماعية التي تنخر اقتصادنا وتهمش مجتمعنا.؟ لماذا لا تكون المسؤولية المجتمعية مثلما نص عليها الدستور التونسي خاصية لها مخطط او برنامج عمل في كل المؤسسات والهياكل التابعة للدولة تفترض مثلمها مثل بقية الواجبات الاخرى لكي يتم التعمير والاصلاح والبناء خصوصا وتونس في حاجة ماسة الى تعزيز مثل هذه المبادرة؟
للتذكير، انخرطت في مبادرة تليتون منظمة الاعراف التي تبرعت بمبلغ 200 الف دينار، اتحاد الشغل الذي ساهم بمبلغ 100 الف دينار، ومؤسسات اقتصادية كبيرة ساهمت بمبالغ هامة الى جانب اتصالات تونس والبريد التونسي الذين وضعوا على ذمة الحملة الرسائل القصيرة وخدمات اخرى دون ان ننسى بقية المنظمات والجمعيات المدنية ورجال الاعمال.
يشار الى ان المبلغ النهائي الى حد الساعة وصل أكثر من مليار و400 ألف و7 مليارات و500 من الوعود الفعلية، وقد لعب الاعلام دورا كبيرا لانجاح هذه المبادرة.