حددت وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة استراتيجية وطنية لانتقال الطاقي في تونس، تعتمد أساسا على طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والكتل الحيوية. كما سعت بكل مجهوداتها الى تطويرها مواكبة للتحولات التي يشهدها العالم في هذا المجال.
لتسليط الضوء على واقع وآفاق قطاع الطاقات المتجددة في تونس والخطط المستقبلية لتطوير هذا القطاع والنهوض به، والتطرق لأبرز الاشكاليات التي قد تعيق تحقيق أبرز نقاط الاستراتيجية المرسومة في أفق 2020و2030، كان لموقع “البيئة نيوز” هذا الحوار، مع مدير عام شركة “الستاغ للطاقات المتجددة”، منصف هرابي، الذي أفادنا بالتفاصيل التالية.
1-في البداية لو تقدّموا لنا لمحة عن مهام شركة الستاغ للطاقات المتجددة ؟
إذا أردنا الحديث عن الستاغ للطاقات المتجددة علينا المرور بنشأتها التي كانت في سنة 2010 ،مهمتها الاساسية تتمثل في انجاز مشاريع المخطط الشمسي التونسي ومساعدة المستثمرين المحليين والأجانب طبعا في مجال الطاقات المتجددة وخاصة من الناحية الفنية .
ومن مهامها الأخرى انجاز دراسات الجدوى للمشاريع ومساعدة المستثمرين على اختيار المواقع المثلى لمحطات طاقات الرياح والطاقات الشمسية ، دون أن ننسى الدراسات الفنية مثل الربط الكهربائي مع الشبكة ودراسة التأثير البيئي، فضلا عن تركيز محطات لقياس المخزون الطاقي وسرعة الرياح في هذه المواقع .
2- ومن يتكفل بالتكوين والاحاطة ؟
دون أدنى شك، الستاغ للطاقات المتجددة هي من تهتم بتكوين الكفاءات في مجال الطاقات المتجددة حسب حاجيات السوق ، كما تعتمد على كفاءاتها الذاتية وعلى كفاءات وخبرات الشركة التونسية للكهرباء والغاز والوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة .
3- كيف تقيمون وضع الطاقات المتجددة في تونس ؟
في الحقيقة، أنجزت شركتنا أول مشروع للطاقة الشمسية في بداية الثمانينات لتغذية قرية حمام البياض بسليانة، وهو أول مشروع في الحوض المتوسطي أنذاك ،وقامت في أواخر التسعينات بإنجاز أول مشروع مختص في طاقة الرياح بسيدي داود الهوارية بقدرة مركبة بلغت 10 ميغاواط في مرحلة أولى ليتم بعد ذلك توسيع المحطة الى حدود 54 ميغاواط .
كما قامت سنة 2013 بإنجاز وتشغيل محطة هوائية كبرى بمتلين والقشابطة من ولاية بنزرت بقدرة جملية بلغت 190 ميغاواط ،وفي مجال الطاقة الشمسية أنجزت مشروع “بروسول إلاك” المتعلق بالأسطح الشمسية .
4- وماذا عن المشاريع الحالية ؟
حاليا تقوم الستاغ بالفرز الفني للعروض لإنجاز المرحلة الاولى من محطة شمسية بتوزر التي سيتم تشغيلها في بداية سنة 2018، بقدرة مركبة في حدود 10 ميغاواط ،وستوفر حوالي 300 موطن شغل في مدة الانجاز وقرابة 50 موطن شغل قار .
5- ما هو سبب تعطل المخطط الشمسي 2009 ؟
بقيت المشاريع الخاصة المدرجة بالمخطط الشمسي لسنة 2009، معلّقة نظرا لعدم ملائمة الاطار القانوني لاستثمار الخاص في الطاقات المتجددة، لذلك تم العمل على خلق اطار قانوني للنهوض بالقطاع.
6- الاطار التشريعي لقطاع الطاقات المتجددة ؟
تحديدا هو قانون انتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة الذي يتمثل أساسا في أربعة نقاط هامة: وهي انتاج الكهرباء للاستهلاك الذاتي ويمكن المستهلكين للطاقة الكهربائية (ضغط متوسط وعالي ) من إنتاج حاجياتهم وبيع الفائض في حدود قصوى 30 بالمائة .
وبخصوص المحور الثاني، يتعلق بإنتاج الكهرباء من قبل الخواص للمشاريع الصغرى والتي لا تفوق قدرتها 10 ميغاواط للطاقة الشمسية و30 ميغاواط طاقة رياح ليتم بيعها كليا وحصريا بأثمان تحددها وزارة الطاقة والمناجم .ويشمل أيضا القانون المشاريع التي تفوق القدرة المذكورة سالفا ويقع انجازها في اطار اللزمة ،إضافة الى أنه شمل أيضا مشاريع تصدير الطاقة الكهربائية الى الخارج .
7- بعد اصدار الاطار القانوني والتشريعي كيف سيتم العمل على تطوير قطاع الطاقات المتجددة ؟
عملت وزارة الطاقة والمناجم على اعداد استراتيجية وطنية للنهوض بالقطاع تهدف أساسا الى بلوغ نسبة 12 بالمائة في أفق سنة 2020 ونسبة 30 بالمائة في أفق سنة 2030، بقدرة مركبة تبلغ 3800 ميغاواط وبكلفة جملية تناهز 8 مليار أورو .
وتنبني هذه الاستراتيجية على مراحل تنفيذية تتمثل في الاعلان السنوي الذي سيؤسس للانطلاق الفعلي لبرنامج تطوير الطاقات المتجددة ،وتفعيل التراخيص للإنتاج الكهرباء من قبل الخواص ،ليتم المرور بعد ذلك الى اللزمة لتحقيق الأهداف المرسومة .
8- لتفعيل هذه الاستراتيجية ماهي النقاط اللازمة التي يجب التركيز عليها وتفعيلها ؟
من الضروري الترفيع في نسبة ادماج الطاقات المتجددة المتجددة، عبر توسيع ودعم الشبكة الداخلية للكهرباء، والانطلاق في إنجاز مشروع أو مشاريع التخزين عبر ضخ المياه ،ومن الخطوات الاخرى التي يجب اتباعها العمل على انجاز الربط الكهربائي بين تونس وأوروبا (عبر ايطاليا ).
كذلك دعم وتفعيل خطوط الربط بين البلدان المجاورة ورفع نسبة التبادل ، فضلا على العمل على حل الاشكالية الفنية المتعلقة بالربط مع ليبيا (ربط عن طريق التيار المستمر ) وأخيرا من الضروري التركيز على دعم التكوين والبحث العلمي في مجال الطاقات المتجددة وذلك عبر خلق مراكز متطورة في هذا المجال .
9- ماهي الخطط المستقبلية في مجال الطاقات المتجددة ؟
حاليا وزارة الطاقة والمناجم في سباق ضد الساعة من أجل المرور لتطبيق الاوامر التنفيذية وما يتعلق بها من الاجراءات العملية والتراتيب وتكوين اللجان المختصة في فحص وتقييم عروض مطالب التراخيص ،كما تعمل على ضبط ثمن شراء الطاقة الكهربائية ويحدد من قبل الوزارة أو سعر تفاضلي لضمان المنافسة النظر في عقود الشراء .
10- هل من بوادر استثمار في الأفق ؟
طبعا لقد أبدى عدد من المستثمرين المحليين والأجانب رغبة في الاستثمار في قطاع الطاقات المتجددة ، وذلك عبر عقود دراسات لقرابة 20 موقع في هذا المجال بقدرة مركبة تبلغ 700 ميغاواط لطاقة الرياح ، و250 ميغاواط طاقة شمسية موزعة في أغلب ولايات الجمهورية، لضمان التنمية الجهوية وخلق الثروة والمساعدة على حل مشاكل البطالة في هذه الجهات، التي تزخر بمخزون طاقي هام من رياح وشمس .
11- هل من خطوات أخرى ؟
تعمل سلطة الاشراف على تقسيم القدرة المركبة الجملية، لتحقيق نسبة انتاج ب 12 بالمائة في أفق سنة 2020. وستعمل الستاغ على تركيز 300 ميغاواط فوطوضوئية و100 ميغاواط طاقة رياح في أفق سنة 2020 .
ويوفر الخواص في نطاق التراخيص قرابة 200 ميغاواط بين طاقة رياح والطاقة الشمسية ،كما وتركيز نحو 200 ميغاواط بالنسبة للخواص عن طريق اللزمة بين طاقة الرياح والشمس .وستحدد الوزارة هذه النسب في أقرب الآجال من أجل المرور للتطبيق الفعلي وانجاز المخطط الشمسي 2015-2020.
ومن المنتظر أن يتم انجاز نحو 1200 ميغاواط من الطاقات المتجددة في أفق سنة 2025 .
12- كادت تونس أن تنجز أكبر مشروع للطاقة الشمسية “مشروع تونور البريطاني لكن الى حد الآن لم ير النور ؟
هي بداية دراسة للإنجاز مشروع من الطاقة الشمسية الحرارية المركزة في الجنوب التونسي ،وأنجزت بعض الدراسات كانت عامة وشاملة لكن الى حد الآن”، لانعرف الحريف الذي سيشتري هذه الطاقة الكهربائية بسعر عالي نسبيا وذلك للكلفة العالية لاستثمار وخاصة الربط الكهربائي ” لهذا لم يتقدم المشروع بالسرعة المطلوبة .
13- ساهمتم بدرجة كبيرة في تجاوز الصعوبات التي مرت بها الستاغ للطاقات المتجددة ؟
حقا مرت الستاغ بمراحل صعبة بعد 14 جانفي نظرا لانتقال السياسي وعدم وضوح الرؤية في مجال الطاقات المتجددة ،لكن في السنتين الاخيرتين حققت الستاغ أرقام معاملات لا بأس بها وبدأت وضعيتها المالية تتحسن .
وتطورت مواردها الذاتية لتشع ليس في تونس فقط بل في البلدان الافريقية الاخرى اين تتطور فيها الطاقات المتجددة بسرعة حثيثة .
14- كلمة الختام ؟
أود في ختام هذا الحوار تسليط الضوء على بعض المناصب التي تقلدتها في مسيرتي المهنية حيث كانت الانطلاقة في مجال الدراسات الفنية لوسائل انتاج الكهرباء وأشرفت على انجاز المحطة المزدوجة في سوسة ومحطة رادس وقمت بانجاز محطة بكفاءات تونسية في دولة الكويت .
ومن المهام الاخرى التي شغلتها مدير مركز انتاج الكهرباء برادس …ومثلت الستاغ في عدة منظمات وترأست لجنة الطاقات المتجددة بالاتحاد المغاربي وبالاتحاد العربي للكهرباء ورئيس مساعد للجنة الطاقات المتجددة بالمرصد المتوسطي للطاقة .