أصبح مشكل النفايات والملوّثات الأخرى للمدن يطرح في أيامنا هذه بأكثر حدّة. ومن هذه النفايات نجد ملصقات اللاّفتات الإشهارية التي لا تقع إزالتها من الأماكن التي علّقت بها بالرغم من زوال الإنتفاع من تعليقها.
وهذه المنتجات التي تصمد جيّدا أمام تقلّبات الأحوال الجوية سرعان ما تسقط وتكسو الأرض إذا لم تكن مثبّتة بطريقة جيدة إلى محاملها.
وفي إطار مقاربة أصيلة ومسؤولة في الآن ذاته تنطلق من هاجس معالجة هذا النوع من الملوّثات إختارت العلامة “دان آب” التوجّه نحو إستراتيجية ذات مغزى في التنمية البيئيّة. وبالرغم من التردّد الذي تبديه بعض العلامات الأخرى في أخذ موقعها في المحور البيئي فإن علامة “دان آب” لم تتردد لحظة في قطع هذه الخطوة لتصبح علامة صديقة للبيئة (eco friendly) وذلك بفضل تنفيذ إجراءات إجتماعية مختلفة ذات مصلحة عامة.
وتمثّل هذه الإجراءات في الحقيقة نظرة بيئية مسؤولة وتحمل روح التضامن التي برزت ملامحها في وقت سابق من خلال الحملة الاتصالية التي نظّمتها علامة “اليوغرت المشروب” لفائدة التظاهرة الرياضية“Happy Run Danup 2016” حيث قامت “دان – آب” بتحسيس مزوّدي اللافتات الإشهارية من خلال حثّهم وجعلهم يتعهّدون بتسليمها كافة اللوحات الإشهارية بعد استعمالها.
وبهذه الطريقة استطاعت العلامة التجارية “دان آب” أن تستعيد المعلقات الإشهارية وأن توقظ رغبة الإبداع لدى الحرفيين الصغار الذين أوكلت لهم مهمّة إعطاء حياة ثانية لتلك المعلّقات المطبوعة التي كان عددها 70 معلّقة. وكان ذلك أوّل حملة للمعلّقات الصديقة للبيئة في تونس.
بعد عمل محكم وشديد الإتقان تمّ تحويل ” الباشات ” ( les bâches) إلى أشياء صالحة للإستعمال وثمينة ومنها ما تم تحويله إلى قطع أثاث من خلال رسكلها وقد إختارت ” دان آب ” أن تقدم حوالي 100 قطعة poufs صنعت من هذه الملصقات هدية لفائدة الجمعيات الخيرية والمدارس الواقعة ببعض المناطق الفقيرة والنائية.
إذا كان الإشهار زائلا وكذلك المعلقات الإشهارية فإن هذه القطع من الأثاث صنعت لتدوم . ومن هنا ليس غريبا أن يلقى هذا التمشّي التجديدي والمسؤول الترحيب من قبل المجتمع المدني ومن قبل السلطات التونسية أيضا.
ومن خلال هذه الخطوات الصديقة للبيئة تبرهن “دان آب” اليوم على عزمها ورغبتها في أن تكون مثالا ملهما ومسؤولا من خلال إقتراح حلول ذكيّة للمشاكل البيئية التي تعرفها البلاد.
وللتذكير فإن “دان آب” كانت سنة 2016 وراء إعادة تركيز 50 حاوية لرسكلة البلاستيك في أماكن ظاهرة بعدة أحياء من تونس الكبرى وذلك في إطار تقديم حلول بديلة في تونس لكيفية التصرّف الأمثل في النفايات.
وبفضل هذه المبادرات فإن “دان آب” ومؤسسة “دليس- دانون” باعتبارهما فاعلان أساسيان في المشهد الإشهاري تعتزمان المضي قدما في هذا التوجّه من خلال خلق قيمة مضافة الذي من شأنه إفادة كافة الفاعلين في المجموعة وبالتالي دفع مؤسسات أخرى إلى النسج على منوالهما من أجل تونس أنظف وأجمل وأحسن.