بقلم: عبد الله السيد، مدير قسم البيئة والسلامة والصحة المهنية والجودة في منطقة اوروبا
إن الأهمية الرئيسية لمؤتمر المناخ COP 27 هي الانتقال من مرحلة التخطيط لمكافحة التغير المناخي إلى مرحلة التنفيذ والعمل الفعلي، وذلك من خلال انشاء صندق للخسائر والأضرار لتمويل الدول الأكثر تضرراً وهي بالأساس الدول النامية التي تعاني الكثير من أضرار التغير المناخي, ونذكر على سبيل المثال دولة الصومال التي شهدت جفاف حاد في 2022، تسبب في خسائر الثروة الحيوانية والزراعات إلى جانب نزوح أكثر من مليون شخص من بيوتهم إلى أماكن أخرى و زياده حالات الوفيات بحوالي 43 الف شخص. ولسائل ان يسال كيف يمكن تعويض هذه الخسائر لهذه الدول المتضررة؟
ان بعث صندوق الخسائر والاضرار بات في الوقت الراهن من الضروريات القصوى لجبر الاضرار المتخلفة للدول النامية ومنحها التعويضات اللازمة وهذا ما اعربت عنه منظمة الأمم المتحدة لاستكمال العمل على تفاصيل ذلك الصندوق في جلسات مؤتمر المناخ COP 28والخروج بنتائج وتوصيات واضحة بشأن تنفيذه. هناك الكثير من الأشياء للعمل عليها في اطار COP 28 علي موضوع هذا الصندوق، على سبيل المثال كيفية صرف هذه الأموال وأين أو ماهي أولويات صرفها و ما هو حجم التمويل الكافي؟
في حقيقة الامر ان البرنامج الخاص بموضوع صندوق الخسائر التي سيتم مناقشتها في COP28 و رسم الخطوط النهائية له التي تم التوصل اليها في مؤتمر Cop 27 ، الى جانب موضوع الابتكار وكيفية التخفيف من آثار تغير المناخ، من المسائل الهامة المطروحة في المؤتمر المقبل. حيث ان الابتكار والتكنولوجيا يمكن ان تخدم التنمية المستدامة وتساهم في التقليل من أضرار التغير المناخي. فاليوم مازالت اغلب المؤسسات الصناعية و الشركات غير ملتزمة بتحديد أهداف علمية Science based targets لها للوصول إلى درجة حرارة الأرض والدفء العالمي global warming أقل من 1.5 درجة مئوية و عمل خريطة طريق لنزع الكربون وهو ما يفترض عليها الاعتماد على الابتكار والبحث العلمي.
كيف يمكن للإبتكار ان يخدم قضية المناخ في الدول العربية؟
ان الابتكار والتكنولوجيا يمثلان في كوب 28 محوران اساسيات لخدمة قضية المناخ لتحديد رؤية محتمعية و استراتيجية واضحة تكون من أولويات كل دولة لمكافحة أضرار التغير المناخي من خلال التقليل من الانبعاثات على سبيل المثال التحول إلى السيارات الكهربائية وامتداد شبكات الكهرباء بالطاقات المتجددة . فاليوم بات من الضروري على كل دولة أن تحدد أولوياتها أو الأماكن أو القطاعات التي تحتاج فيها إلى تبني ابتكارات أو أنظمة تكنولوجية جديدة للوصول إلى الأهداف المناخية و بالتالي تحديد المساهمات المحددة وطنيا.
أيضاً هناك ما يسمى بالابتكار المفتوح Open Enovation وبعض الحكومات تتبنى فكرة الابتكار المفتوح مثل حكومة كوريا الجنوبية تتبنى ما يسمى بالـ Open government أو الحكومة المفتوحة، تخدم الحكومة المفتوحة أهداف التنمية المستدامة وتحقيق أهداف المناخ حيث أنها توفر البيانات عن كل شئ خاص بالدولة ويمكن لناشطي المناخ والشركات متابعة تلك البيانات والاستطلاعات والحصول على المعلومات وأيضاً توفر قاعدة بيانات و تعاون و قاعدة مجتمعية للنقاش حول قضايا مهمة مثل المناخ والصناعة و أيضاً تحول الطاقات الجديدة ومشاكل مثل مشاكل المياه وتصميم البنية التحتية حيث يتم ادراج المواطنين في عمليات الابتكارات، وفي عمل الابتكارات وفي تحويل تلك الابتكارات إلى أشياء ملموسة على أرض الواقع.
ماهي التكنولوجيا التي قد تساعد العالم في مواجهة التغيير المناخي في COP 28؟
ان التصدي للمناخ يقتضي على الدول العربية اعتماد أنظمة للانذار السريع أو الانذار المبكر للتحذير من الكوارث الطبيعية. فما حدث في ليبيا والمغرب، ينذر بالكارثة. فعند تبني أنظمة إنذار مبكرة Early Warning Systems، يمكن التنبؤ بالكوارث ومن ثم التجهيز لها والتجهيز باستعدادات كافية أو بخطة معينة للتقليل من آثارها و خسائرها، هذه الأنظمة هي أنظمة تم تطوريها بالفعل وهي أنظمة فعالة جداً في الكوارث الطبيعية، عن طريق الأبحاث العلمية أثبتت فعاليات هذه الأنظمة في التنبؤ بأضرار الكوارث الطبيعية. طبقت الأمم المتحدة أنظمه حديثه ومعقده في دول إفريقية مثل بوركينا فاسو وغانا وكينيا، ويجب البحث والتوسع في تبني تلك الأنظمة في دول أخري.
نظام الإنذار المبكر هو إجراء تكيفي لتغير المناخ، باستخدام أنظمة الاتصال المتكاملة لمساعدة المجتمعات على الاستعداد للأحداث الخطرة المتعلقة بالمناخ. ينقذ نظام الإنذار المبكر الناجح الأرواح والوظائف والأراضي والبنى التحتية ويدعم الاستدامة على المدى الطويل. ستساعد أنظمة الإنذار المبكر المسؤولين والإداريين الحكوميين في تخطيطهم، وتوفير الأموال على المدى الطويل وحماية اقتصادات الدول. قدمت الأمم المتحدة، التي تعمل في شراكات متنوعة، عدداً من مبادرات أنظمة الإنذار المبكر المبتكرة في المناطق المعرضة للخطر حول العالم.
احصائيات :
- كارثة الجفاف بالصومال 2022
- 8 million people affected by drought as of August 2022 15.7 M Total population
- Over 1.3 million people displaced by drought
since the start of 2021 - An estimated 6.4 million people lack sufficient access to water
source: WASH Cluster - Over 1,195,445 people reached with life-saving assistance by IOM
since the start of 2022
مصادر
- https://www.linkedin.com/posts/cop28uaeofficial_drsultanaljaber-cop28-lossanddamage-activity-7121439318350438400-Goh0?utm_source=share&utm_medium=member_desktop
- https://www.cop28.com/en/thematic-program
- https://www.unicef.org/press-releases/new-study-finds-43000-excess-deaths-may-have-occurred-2022-drought-somalia
4. https://www.opengovpartnership.org/members/republic-of-korea/